الصيام المتقطع هو نمط غذائي يتناوب بين فترات تناول الطعام والصيام. من أشهر أنواع الصيام المتقطع:
- طريقة 16/8:الصيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام خلال فترة زمنية مدتها 8 ساعات.
- طريقة 5:2:تناول الطعام بشكل طبيعي لمدة 5 أيام في الأسبوع وتقليل السعرات الحرارية بشكل كبير لمدة يومين.
- صيام يوم متناوب:الصيام في يوم وتناول الطعام بشكل طبيعي في اليوم التالي.
العلاقة بين الصيام المتقطع ومرض السكري
أظهرت الدراسات أن الصيام المتقطع قد يُحسّن ضبط سكر الدم ويُقلل من مقاومة الأنسولين، مما يجعله خيارًا مُحتملًا لمرضى السكري من النوع الثاني. مع ذلك، قد لا يكون مُناسبًا للجميع، خاصةً لمن يستخدمون الأنسولين أو يُعانون من تقلبات كبيرة في مستويات سكر الدم.
1. كيف يؤثر الصيام المتقطع على مرض السكري؟
- تحسين حساسية الأنسولين: يمكن أن يُساعد الصيام المتقطع على تحسين استجابة الجسم للأنسولين، مما يزيد من كفاءة الجسم في استخدامه. وهذا أمر بالغ الأهمية لمرضى السكري من النوع الثاني الذين يعانون من مقاومة الأنسولين.
- خفض مستويات السكر في الدم: تشير بعض الدراسات إلى أن الصيام المتقطع قد يُخفّض مستويات السكر في الدم على المدى الطويل من خلال تحسين عملية الأيض. خلال فترات الصيام، تنخفض مستويات الجلوكوز في الدم، مما يُساعد على تقليل خطر ارتفاع سكر الدم.
- تقليل الالتهاب: قد يساعد الصيام المتقطع على تقليل الالتهاب في الجسم، وهي مشكلة شائعة في مرض السكري والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم العديد من المضاعفات.
2. الفوائد المحتملة للصيام المتقطع لمرضى السكري
- تحسين التحكم في الوزن: من خلال تحديد تناول الطعام في فترات محددة من اليوم، قد يساعد الصيام المتقطع على تقليل استهلاك السعرات الحرارية، مما يساعد مرضى السكري على التحكم بوزنهم. كما أن فقدان الوزن يُحسّن مستويات السكر في الدم ويُقلل من مقاومة الأنسولين.
- خفض الدهون الثلاثية والكوليسترول: قد يساعد الصيام المتقطع على تحسين مستويات الدهون في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وهي مشكلة شائعة لدى مرضى السكري.
- تحسين صحة القلب: يمكن أن يؤدي الصيام المتقطع إلى تحسين صحة الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، مما يعود بالنفع على صحة القلب بشكل عام.
3. التحديات والمخاطر المحتملة:
على الرغم من أن الصيام المتقطع قد يقدم فوائد لمرضى السكري، إلا أن هناك بعض المخاطر والتحديات التي يجب الانتباه إليها:
- انخفاض سكر الدم (Hypoglycemia): قد يكون مرضى السكري الذين يستخدمون أدوية مثل الأنسولين أكثر عرضة لانخفاض سكر الدم خلال فترات الصيام، خاصةً إذا لم تُضبط جرعات الدواء بشكل صحيح. من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بالصيام المتقطع.
- التقلبات في مستويات الجلوكوز: قد يعاني بعض مرضى السكري من تقلبات كبيرة في نسبة السكر في الدم بين الوجبات بسبب الصيام، خاصة إذا كانت فترات الصيام طويلة جدًا أو غير منتظمة.
- التحديات في متابعة الخطة: قد يشعر بعض مرضى السكري بالتعب والضعف أثناء فترات الصيام، مما قد يؤثر على مستويات طاقتهم وأنشطتهم اليومية.
4. كيفية تطبيق الصيام المتقطع بأمان لمرضى السكري
- استشر طبيبًا: قبل البدء بالصيام المتقطع، من الضروري لمرضى السكري استشارة الطبيب، خاصة إذا كانوا يتناولون الأنسولين أو أدوية أخرى للسكري قد تحتاج إلى تعديل.
- مراقبة مستويات السكر في الدم: ينبغي على مرضى السكري مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل مستمر أثناء فترات الصيام لتجنب التقلبات الشديدة.
- البقاء رطبًا: من الضروري الحفاظ على ترطيب الجسم جيدًا خلال فترات الصيام، لأن الجفاف يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم.
- تناول وجبات متوازنة عند الإفطار: من الأفضل تناول وجبات غنية بالبروتين والألياف والكربوهيدرات المعقدة في بداية فترة تناول الطعام لتوفير الطاقة المستدامة وتقليل تقلبات نسبة السكر في الدم.
- ضبط جرعات الدواء: في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى تعديل جرعات أدويتهم (مثل الأنسولين) لتتناسب مع فترات الصيام.
5. أنماط الصيام المناسبة لمرضى السكري:
هناك أنماط معينة للصيام قد تكون أكثر ملاءمة لمرضى السكري:
- الصيام لمدة 12 ساعة: تعتبر هذه الطريقة أكثر مرونة ويمكن أن تكون نقطة بداية جيدة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يجدون فترات الصيام الطويلة صعبة.
- صيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام لمدة 8 ساعات: قد يكون هذا مناسبًا للأفراد الذين يمكنهم تحمل فترات صيام أطول، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي.
- ابدأ تدريجيا: من الأفضل لمرضى السكري أن يبدأوا بفترات صيام أقصر، مثل 12 ساعة، ثم يزيدون مدة الصيام تدريجيًا بناءً على كيفية استجابة أجسامهم.
6. التغذية أثناء فترات الأكل:
- التركيز على الأطعمة المغذية: ينبغي أن تتضمن الوجبات مزيجًا من البروتينات والألياف والكربوهيدرات المعقدة للمساعدة في استقرار مستويات السكر في الدم.
- تجنب الوجبات السريعة: تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة أو السكريات البسيطة، لأنها يمكن أن تساهم في زيادة مستويات السكر في الدم.
خاتمة:
قد يُقدّم الصيام المتقطع فوائد عديدة لمرضى السكري، بما في ذلك تحسين حساسية الأنسولين، وخفض مستويات السكر في الدم، وتحسين صحة القلب. مع ذلك، ينبغي اتباعه بحذر وتحت إشراف طبي لتجنب مخاطر مثل نقص سكر الدم. إذا طُبّق بشكل صحيح، يُمكن أن يُسهم الصيام المتقطع في تحسين جودة حياة مرضى السكري وصحتهم.
المراجع:
- الجمعية الأمريكية للسكري (2023) معايير الرعاية الطبية لمرضى السكري - 2023. متوفر على: https://diabetes.org (Accessed: 3 January 2025).
- Sutton, E. F., Beyl, R., Early, K. S., Cefalu, W. T., Ravussin, E. and Peterson, C. M. (2018) ‘Early Time-Restricted Feeding Improves Insulin Sensitivity, Blood Pressure, and Oxidative Stress Even without Weight Loss in Men with Prediabetes’, Cell Metabolism, 27(6), pp. 1212-1221.e3. doi:10.1016/j.cmet.2018.04.010.
- Arnason, T. G., Bowen, M. W. and Mansell, K. D. (2017) ‘Effects of intermittent fasting on health markers in those with type 2 diabetes: A pilot study’, World Journal of Diabetes, 8(4), pp. 154-164. doi:10.4239/wjd.v8.i4.154.
- National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (2023) Intermittent Fasting and Diabetes. Available at: https://www.niddk.nih.gov (Accessed: 3 January 2025).
